بأقلامهم >بأقلامهم
العزيزة المربية ليديا رحال.. لروحك السلام... وداعاً
جنوبيات
لو خيّرت المربّية ليديا جرجي رحّال غير التقاعد من الوظيفة، لكانت اختارت حتماً أن تبقى في المدرسة التي نذرت لها كلّ شبابها وعمرها، ثانوية السيدة للراهبات الأنطونيّات في النبطية، وأنا أعرف حزنها الواسع يوم خضعت لقانون التقاعد…
كلّ واحد في الوظيفة، يفرح في أيّ راتب يتقاضاه بدل أتعابه وعمله، لكن المعلمة ليديا رحّال، تماهت مع الوظيفة التربوية وقد أضحت جزءاً محبّباً من حياتها، تعلّّم، تشتغل في الإدارة، ناهيك عن إعداد التلامذة لفرح التخرّج آخر العام الدراسيّ…
وليديا الحبيبة وعائلتها، وفي الطليعة والدها الراحل جرجي، أبو شوقي، وشقيقتها إلهام، شوقي وعائلته، لم يتركوا النبطية، حتّى في أحلك الظروف، يوم كانت تتعرّض للقصف والاعتداءات الإسرائيليّة ونزوح الكثير من أهلها إلى أماكن خارج المدينة. وليديا أحبّت النبطية وأهلها، والتلامذة المتعاقبين على المدرسة على مدى عشرات السنين، وتخرجوا جميعهم، ولا يمكن لأي منهم أن ينسى اسم ليديا…
تعاقبت أكثر من رئيسة، أمّ أو أخت، على مدرسة سيدة الحبل بلا دنس في النبطية، وظلّت ليديا تقدّم كلّ طاقتها من أجل إعلاء شأن المدرسة والشّأن التربويّ فيها، وشأن التلامذة وقد بقيت على علاقات وثيقة وطيدة مع جلّهم، جيلاً بعد جيل…
نامي قريرة العين يا صديقتي، ارقدي بسلام، فالموت غدّار، لا يميّز أيهم الأحب إلى أهله ومدينته عن نقيضه، وأنت واحدة ممن يعلو اسم النبطية كلما ذكر اسمك…
ليديا جرجي رحّال.. وداعاً.